1. مستشارو الملك عبدالعزيز..
من ألف منهم
حافظ وهبة
جزيرة العرب في القرن العشرين
خمسون عاماً في جزيرة العرب
اقتضت حكمة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه أن يستعين بعدد من الرجال النخبويين من الأقطار العربية المجاورة، وذلك لتميز هؤلاء من جهة ولشح الإمكانات البشرية في حاضرة نجد والحجاز والتي تتطلبها المرحلة السعودية المقبلة، وهي مرحلة بناء وتأسيس، ومرحلة انفتاح مع العالم الخارجي تتطلبه ضرورات الدول والتعاملات الدولية في مجراها السياسي والاقتصادي، فاستعان المؤسس طيب الله ثراه بعدد من المبدعين في مجالات عدة، وكان من تأثير وجاذبية المؤسس أن مكث العديد منهم في المملكة سنوات طويلة يخدم في عهود ملكية تالية لعهد المؤسس، وإضافة إلى هؤلاء استعان الملك عبدالعزيز بعدد من المؤهلين من أبناء المملكة أيضاً كمستشارين، كما قام بتأهيل العديد من الكفاءات السعودية لتسنم مواقع مهمة في بلدهم.
رشاد فرعون ثاني
وزير للصحة في المملكة
ولد في سوريا ودرس فيها الطب ثم سافر إلى فرنسا، ثم عاد إلى سوريا وعمل في الجيش الفرنسي، وكان قد اتصل بالطبيب مدحت شيخ الأرض -طبيب الملك عبدالعزيز الخاص-، فقدم إلى المملكة بدعوة منه، ووصل جدة عام 1936م، وقدمه الطبيب مدحت للملك الذي عينه طبيباً خاصاً للعائلة، ثم صار طبيباً خاصاً للملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وحضر لقاء الملك عبدالعزيز التاريخي مع الرئيس الأمريكي روزفلت، عين بعد ذلك مستشاراً للملك ثم وزيراً مفوضاً في فرنسا، وبعد وفاة الملك عبدالعزيز عين رشاد فرعون وزيراً للصحة من عام 1953 حتى عام 1960م، وهو ثاني وزير للصحة في المملكة العربية السعودية، ثم عاد سفيراً في باريس، إضافة إلى توليه سفارة المملكة في مدريد، بعد ذلك عينه الملك فيصل مستشاراً في الديوان الملكي، واستمر في هذه الوظيفة في عهد الملك خالد وفهد -رحمهم الله جميعاً-، توفي في جدة عام 1410هـ -رحمه الله-.
حافظ وهبة مصمم العلم
حافظ وهبة، رجل خدم الدولة السعودية في بدايات تأسيسها، بعد حضوره إثر دعوة تلقاها من المغفور له -بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، فأصبح مستشاره وسفيره. ساعد على تطوير نظام تعليمي للدولة الناشئة، وألف كتابين يستند إليهما الكثير من الباحثين لأخذ معلومات تاريخية متعددة عن تلك المرحلة، ففي هذين الكتابين وثق رحلات الملك عبدالعزيز، وحياة العظماء من أبناء القبائل في الجزيرة العربية، وهو مصمم العلم السعودي.
بعد سنوات عاشها في الكويت تلقى حافظ وهبة دعوة من الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وعينه مستشاراً سياسياً، ثمّ عينه فيما بعد في عام 1930م، سفيراً للمملكة في الدولة البريطانية، وهي الدولة التي نفته حكومتها من بلاده عند استعمارها مصر، وأصبح حافظ وهبة رسمياً أول سفير سعودي في بريطانيا.. وأثناء وجوده مع الملك المؤسس وثق حافظ وهبة التاريخ السعودي رواية من الملك المؤسس نفسه، وحقق بذلك أهم توثيق للتاريخ السعودي من خلال رجل المرحلة آنذاك.
عين حافظ وهبة كما ذكرنا سفيراً للمملكة في بريطانيا تحت اسم وزير مفوض سعودي في لندن في عام 1930م.
وحافظ وهبة هو أول من أسند إليه القيام على برامج التعليم المنظم في المملكة، وساهم في تصميم العلم السعودي تعبيراً عن وفائه للمملكة، وبالتالي تميز العلم السعودي بأنه العلم الوحيد في العالم، الذي لا يمكن تنكيسه لأيّ سبب وفي أيّ ظرف، لأنه يحمل الشهادتين. توفي الشيخ حافظ وهبة رحمه الله في مدينة روما عاصمة إيطاليا 1967م عن عمر يناهز 80 عاماً.
الشيخ يوسف ياسين أول رئيس تحرير لجريدة أم القرى
من المقريين للملك عبدالعزيز آل سعود وهو سياسي وأديب سوري رافق الملك عبدالعزيز رافق الملك في رحلته الأولى على ظهور الجمال عام 1343هـ، وألف بعد ذلك أشهر كتبه (الرحلات الملكية)، ويتضمن هذا الكتاب أربع رحلات ملكية قام بها الملك عبدالعزيز رحمه الله بين عامي (1343هـ - 1346هـ).
وكانت الرحلة الأولى من الرياض إلى مكة المكرمة، والثانية من جدة إلى المدينة المنورة، والثالثة من المدينة المنورة إلى الرياض، والرابعة من مكة المكرمة إلى الرياض. وهذه الرحلات الملكية تضيء لنا المزيد من جوانب شخصية جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن خلال وصف مسيرة هذه الرحلات، وما تضمنته من عناصر، يتضح حرص جلالته على التزود بالعلم أثناء سفره، ودقة برنامجه -رحمه الله-.
والشيخ يوسف ياسين، الذي كان أول رئيس لتحرير جريدة أم القرى وأول مدير للمطبوعات ورئيس للشعبة السياسية واستمر مستشاراً للملك عبدالعزيز ثم الملك سعود -رحمهما الله-، تولى إدارة وزارة الخارجية بالنيابة، وشهد موقعة السبلة مع الملك عبدالعزيز، توفي في الدمام ودفن في الرياض.
فيلبي صديق المؤسس الذي أسلم وأدى فريضة الحج
وصل البريطاني جون فيلبي والذي حول اسمه فيما بعد إلى (عبدالله) إلى الرياض، وقابل هناك ولأول مرة ابن سعود، عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود. وعاش في قصره المبني من اللبن في الرياض مع جنوده وخدمه، ولم يكن مستشاراً بمعنى الكلمة، بل كان صديقاً يستأنس الملك عبدالعزيز برأيه، وبعد أن قام فلبي ببعض المهمات في كل من القاهرة وجدة والقدس، رجع إلى ابن سعود في خريف 1918 في مهمة جديدة، في نهاية عام 1931م استأنف فيلبي رحلاته في الجزيرة العربية، كانت تلك الرحلة، هي الأخيرة تقريباً التي استعمل فيها فيلبي الج #مزيد_نوادر_الكتب